بدأ إرسيكا أنشطته في عام 1980م كأول جهاز متفرع عن منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي) يُعنى بالثقافة.
وقد جاء اقتراح إنشائه من جمهورية تركيا خلال الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية التي عُقدت في استانبول في عام 1976م، واعتمد المؤتمرُ الاقتراحَ بموجب القرار رقم 7/3-أ ق.
اعتمدت الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية (داكار، السنغال، 1978م) النظام التأسيسي لإرسيكا بموجب القرار رقم 9/1 – ث. وعُدل النظام لاحقا واعتمدته الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية (بغداد، العراق، 1981م). وأخيراً اعتمد مؤتمر القمة الإسلامي السادس (داكار، 1991م) النظام الأساسي الإطاري للأجهزة الفرعية لمنظمة التعاون الإسلامي بموجب القرار رقم 6/1–ت (ق إ).
بدأ المركز أنشطته في عام 1980، بعد أن اعتمد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد في دورته الحادية عشر في مدينة إسلام آباد في جمهورية باكستان الإسلامية، في الفترة من 2 إلى 7 رجب 1400هــ الموافق من 17 إلى 22 مايو 1980م، بموجب القرار رقم 11/11-ث، برنامج عمل المركز الأول ومشروع ميزانيته الأولى، اللذين أعدهما وقدّمهما المدير العام للمركز الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الذي كان عُيِّن حديثاً.
وأُعلن عن برامج عمل إرسيكا رسميًّا في الأوساط الثقافية والأكاديمية الدولية يوم 23 مايو عام 1982م في حفلٍ افتتحه سعادة تورغوت أوزال، نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لتركيا آنذاك، والذي قام في وقت لاحق برعاية حفل الذكرى السنوية العاشرة للمركز بتاريخ 10 أكتوبر عام 1990م، وشرّفنا بحضوره كرئيس لجمهورية تركيا. وأما الذكرى الخامسة عشر للمركز، فقد تم إحياؤها بحفل أقيم برعاية وحضور معالي سليمان دميرل، رئيس جمهورية تركيا، في مقر إرسيكا يوم 7 نوفمبر عام 1995م.
انتقل المركز من مكان عمله في قصر يلديز إلى مقره الجديد الحالي بالقرب من قصر طوب قابي وجامع السلطان أحمد. ويقع هذا المقر داخل مُجمع تشغل ولاية استانبول قسما منه، وقد كان مخصصا في العهد العثماني لرئاسة الوزراء باسم “الباب العالي”. وقد خُصص للمركز من هذا المجمع خمسة مبان وهي: المبنى التاريخي الرئيسي الذي يضمُّ مكتبَ المديرِ العام وقاعةً للمعارض، ومبنى أقسامِ البحوثِ الرئيسية في إرسيكا، والمبنى المخصّصُ لقسمِ الخطِ العربي وقسمِ المنشورات، ومبنى الشؤون الإدارية والمالية. أما المبنى المتكونُ من أربعةِ طوابق فقد خُصّصَت الثلاثةُ العلويةُ منها للمكتبةِ فيما خُصص الأولُ منها إلى قاعةِ المؤتمراتِ.