“الندوة الدولية عن الأدب الديني والتراث”، نُظمت بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية في مالانغ

by OIC IRCICA

تعاون إرسيكا مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية في مالانغ على تنظيم “الندوة الدولية عن الأدب الديني والتراث” حول موضوع “التراث الثقافي الديني والأدب في مواجهة التحديات العالمية”. وعُقدت الندوة من 30 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2021 في مالانغ وعبر الإنترنت. ونَظّمت وزارةُ الشؤون الدينية الإندونيسية الندوةَ من خلال مركز البحث والتنمية للأدب والكنوز الدينية والإدارة التنظيمية، التابع لوكالة التنمية والتدريب، التابعة للوزارة.

وألقى رئيسُ جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية، الأستاذ الدكتور زين الدين، كلمة ترحيبية شكر فيها المشاركين على اهتمامهم وأعرب عن أمله في أن تكون الندوة مفيدة للعالم بأسره.

وأكد المدير العام لإرسيكا، السفير الأستاذ الدكتور محمود ارول قليج، في خطابه الافتتاحي، أهمية الأدب الديني والتراث لجميع الشعوب، في الماضي والحاضر. وأوضح أن الأدب الديني قد وفّر للشعوب عبر التاريخ، في السرّاء والضرّاء، الحماية الروحية والفكرية والأخلاقية اللازمة. ويضطلع الأدب الديني أيضًا بوظيفة حاسمة في تنظيم العلاقات الإنسانية على المستويات المجتمعية والوطنية والدولية. ولهذا، قال المدير العام أنه ما فتئ مسار نشأة تراث الأدب الديني وتنميته يجذبُ الاهتمام الأكاديمي. وهذا الموضوع مدرج أيضا في برامج عمل إرسيكا. ثم ذكر الأستاذ الدكتور قليج المشاريع التي قام بها إرسيكا لدراسة الأدب الديني وتنميته، ومن جملة ذلك الدراساتُ حول المصاحف القديمة وترجمات معاني القرآن الكريم باللغات العالمية، ومشاريع الرقمنة والترميم المتعلقة بمجموعات المخطوطات التاريخية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وطبعات المصنّفات القديمة لعلماء العالم الإسلامي وفلاسفته.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس وكالة البحث والتنمية والتدريب، التابعة لوزارة الشؤون الدينية، الأستاذ الدكتور أحمد غوناريو، أنه “مع الاضطراب العالمي الحالي الناتج عن جائحة كوفيد، فإن المناقشات حول التراث الديني والثقافي مندفعة، ولاسيما فيما يتعلق بالأساليب القديمة المستخدمة لمواجهة مثل هذه التحديات. وقدّم الأستاذ الدكتور غوناريو أمثلة على مشاريع وكالته المتعلقة بموضوع الندوة مثل التخفيف من حدة الكوارث بناءً على الكتب السماوية، وتقييم كتب التعليم الديني، وإصدار مجلة التراث (Heritage journal). وأعرب عن أن هذه الندوة ستكون بداية لتعاون أكاديمي مستدام، مضيفًا: “نحن محظوظون بأن نتعاون مع إرسيكا، الذي يعد اهتمامه بالفنون والثقافة الدينية والتزامه بها أمرًا رائعاً. ونرحب بالزملاء من إرسيكا للقيام بدراسات أو نشر نتائجها معًا”.

وألقى السيد محمود سيالتوت، الخبير في وزارة الشؤون الدينية، كلمة في الجلسة الافتتاحية نيابة عن وزير الشؤون الدينية الإندونيسي السيد ياقوت شليل قماس. وفي معرض تأكيده على التعاون الدولي الثلاثي بين الوزارة والجامعة وإرسيكا، أعرب عن أمله في أن يكون هناك مزيد من التعاون بين وزارة الشؤون الدينية وإرسيكا فيما يتعلق بالبحوث والمنشورات. وفي إشارة إلى أن العالم يعاني حاليًا من مشكلة الاحتباس الحراري وتدمير البيئة من قِبَلِ البشر، قال أن الأعراف والقيم والمعتقدات الدينية يمكن أن تكون حلاً لهذه المشاكل. وأوضح السيد سيالتوت أن “الدين يجب أن يكون مصدر إلهام كبير وليس مجرد طموح. … ويجب أن يكون الدين أعلى من شؤون الدنيا. ومن أجل احترام الدين يجب استخدامه كمصدر إلهام لاحترام الآخرين. … فكلما ازددنا تديّنا، زاد تضامننا مع البشر”.

وقال الأستاذ الدكتور أرسكال سالم، رئيس مركز البحث والتنمية للأدب والكنوز الدينية والإدارة التنظيمية، في خطابه، أنهم تشرّفوا بالتعاون مع إرسيكا؛ وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الندوة بداية لمزيد من التعاون الأكاديمي، فضلا عن كونها فرصة لتبادل المعرفة والخبرة. وتحدث عن موضوع الندوة، وهو أهمية الأدب الديني والتراث في مواجهة التحديات العالمية.

وقُدّمت ثمان وثمانون ورقة بحثية في جلسات عقدت في نفس الوقت ومرتبة تحت المواضيع الفرعية السبعة التالية:الأدب الديني والتقاليد الشفوية عبر العالم الإسلامي: البحث والتعليم؛ التراث الأدبي الديني: حفظه وتنميته ورقمنته؛الأوبئة والكوارث في التاريخ الإسلامي: الخبرات والدراسات والدروس المستفادة؛إدارة التراث الثقافي والحفاظ عليه في عمليات التعافي من الكوارث؛الطب التقليدي والحِكَمُ الشعبية في مواجهة التحديات العالمية؛دور التراث الثقافي والديني في تعزيز التوافق بين الأديان؛الأدب الديني وتحديات التطرف.

حضر الندوة عبر الإنترنت محاضرون من هولندا ونيجيريا والسودان وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان، ومن إندونيسيا بمشاركة فعلية وعبر الإنترنت أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أن المجال الواسع لموضوع الندوة قد حقّق الغاية المنشودة، وهي تلقي ورقات بحثية خاصة بكل منطقة تسلط الضوء على المصادر المكتوبة، وغيرها من المراجع، عن المعارف الدينية والتقليدية وعن تطبيق هذه المعارف في مختلف السياقات الثقافية والجغرافية.

سيتولّى المنظِّمون نشر ورقات الندوة البحثية في كتب ومجلات.

مقالات أخرى

جميع الحقوق محفوظة IRCICA ©2022. تصميم وتطوير قسم تكنولوجيا المعلومات في إرسيكا