عُقد لقاء تذكاري حول قبر داود القيصري (1260-1350م) في 24 أيّار/مايو 2025 في إزنيق ببورصة، بالتنسيق مع محافظة إزنيق وإرسيكا. وتضمّن اللقاء التذكاري كلمتين علميّتين ألقاهما الأستاذُ الدكتور محمود ارول قليج، المديرُ العام لإرسيكا، والأستاذُ الدكتور حسن بصري أوجلان، رئيسُ قسم التاريخ بجامعة أولوداغ في بورصة. وأُقيم البرنامجُ تحت إشراف محافظ إزنيق، السيد عارف قارامان، ونائبي رئيس البلدية، السيدة زليخة پشته والسيد فاروق داوارجي، وحضره باحثون مختصّون في مجالات العلوم الدينية والفلسفية.
كان داود القيصري عالمًا كبيرًا في الفقه والكلام والتفسير والفلسفة والتصوّف وعلم الفلك والعلوم الطبيعيّة، وعاش في عهد تأسيس الدولة العثمانية. ويُعرف بأنه «المدرّس الأوّل» منذ أن عيّنه السلطانُ أورخان غازي، ثاني سلاطين الدولة العثمانية، الذي فتح إزنيق عام 1331م، مُدرِّسًا رئيسيّا في المدرسة التي أنشأها هناك. وقد تبوّأ القيصري مكانةً مرموقة في العلوم الدينية الإسلامية، وله مؤلّفاتٌ عديدة، أشهرها شرحه على كتاب ابن عربي «فصوص الحكم» بعنوان «مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم». وجمع القيصري بين علوم الباطن والظاهر في مجاله الفكري، وتبنّى نظرية وحدة الوجود التي وضعها فلاسفةٌ سابقون ومعاصرون كابن الفارض وابن العربي وعبد الرزاق الكاشاني، وفَهِمَ العالَميْنِ المادي والروحي ككونٍ واحدٍ لا يتجزّأ، وهو تجلٍّ لصفات الله تعالى. وخلال البرنامج التذكاري في إزنيق، أبرز الأستاذُ الدكتور قليج والأستاذُ الدكتور أوجلان دورَ القيصري وأهميّته في تاريخ العلوم والفلسفة الإسلامية، وخاصّة التصوّف، وشَرَحَا منهجه في التفكير والتحليل، وأطلعا الحضور على مؤلّفاته.