ندوة عبر الإنترنت لمركز الإمام البخاري (أوزبكستان) وإرسيكا: دراسات أثرية حول ضريح الإمام الماتريدي

by OIC IRCICA

بمناسبة الذكرى 1155 لميلاد الإمام الماتريدي، العالم المسلم الكبير الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، نظّم مركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية (سمرقند، أوزبكستان)، ومركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية (طشقند، أوزبكستان)، وإرسيكا، في 14 نيسان/أبريل 2025، برنامجًا ضمن سلسلة الندوات المشتركة عبر الإنترنت. وتضمّن البرنامج محاضرةً ومناقشة حول موضوع «مقبرة شوكارديزا في الماضي والحاضر». وألقى المحاضرة الدكتور أمر الدين بردي مرادوف، الباحث الأوّل في معهد سمرقند للآثار «يحيى غلاموف». وأُقيم البرنامج بمشاركة فعّالة من البروفيسور شاه واصل زيادوف، مدير مركز الإمام البخاري، والبروفيسور عشيربك مؤمنوف، مستشار المدير العام لإرسيكا للعلاقات الدولية. وقدّم الدكتور بردي مرادوف معلوماتٍ ونقل خبرات تتعلق بالدراسات والحفريات التي أُجريت والموادّ التي جُمعت في ضريح الإمام الماتريدي بمقبرة شوكارديزا.

أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي (ت 333 هـ/944-945 م) هو من أبرز ممثّلي المذهب الحنفي. وقد ألّف نحو خمسة عشر كتابًا رئيسيًّا، أشهرها كتاب التوحيد (الماتريدي) وتفسير أهل السنة (تفسير الماتريدي). ونال شهرة واسعة وخلافة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. واستجابةً لوصيّته، دُفن في مقبرة شوكارديزا، وهي من أشهر المقابر في البلاد الإسلامية، حيث دُفن فيها 239 عالمًا مسلمًا عاشوا من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر. وينطوي تاريخ المقبرة على فترتين رئيسيّتين من الحفظ وإعادة البناء والصيانة قبل الفترة الحالية: فترة الدولة القراخانية (999-1211 م) عندما زُيّنت المقبرة وجُدّدت نقوشها؛ وفترة الدولة التيمورية (1370-1506 م)، حيث حُوّلت مواد البناء إلى رخام ونُفّذت أعمال الصيانة أخرى. واختفت آثار المقبرة تدريجيًّا خلال القرن العشرين، حيث أصبحت أراضيها جزئيًّا مناطق استيطانٍ. وبعد ذلك، قامت حكومة جمهورية أوزبكستان باستردادها وباشرت أعمال الحفر وإعادة البناء. وكمرحلةٍ أولى من إعادة الإعمار، أُعيد بناء هيكل قبر الماتريدي بما يتوافق مع المبنى الأصلي؛ وأُصلحت المقابر التالفة؛ وفُتح الموقع للزيارات في تشرين الثاني/نوفمبر 2000. واحتُفظ ببعض شواهد القبور الأصلية التي استُعيدت والتي تحمل نقوشًا تفصيليّة داخل الضريح، وهي مصفوفة لتحيط بقبر الماتريدي. وتعلّقت المرحلة الثانية من إعادة إعمار المجمع وفتحه، التي نفّذتها الحكومة، بالمسجد والمدرسة والمتحف. وقد أُبرزت أهمية هذا الضريح، باعتباره مجمعًا للتراث الروحي والعلمي والأثري والتقليدي والمعماري، في كتاب إرسيكا بعنوان «نقوش تذكارية على شواهد قبور علماء مسلمين في سمرقند (القرن العاشر-القرن الرابع عشر)» الذي قام بتحريره كلّ من باباجانوف، ولولا دادخدايفا، وعشيربك مؤمنوف، وأولريخ رودولف (إرسيكا، 2019، سلسلة الدراسات والمصادر حول الحضارة الإسلامية، رقم 39، 652 ص). ويحتوي الكتاب على نصوص النقوش الـ 239 المكتوبة بالخط العربي، مع ترجماتها إلى اللغة الروسية، وصور فوتوغرافية، وشروح توضيحية، بالإضافة إلى فهارس علمية مفصّلة، ​​وقائمة مصطلحات، وقائمة مراجع.

مقالات أخرى

جميع الحقوق محفوظة IRCICA ©2025. تصميم وتطوير قسم تكنولوجيا المعلومات في إرسيكا