برنامج «محاضرات إرسيكا في التراث» يستضيف البروفيسور أَنْدْرُو بِيتَرْسُونْ حول «المباني التاريخية في غزّة»

by OIC IRCICA

ألقى البروفيسور أَنْدْرُو بِيتَرْسُونْ، أستاذُ الآثار والعمارة الإسلامية بجامعة برادفورد بالمملكة المتّحدة، محاضرةً بعنوان «فهم المباني التاريخية في غزّة والحفاظ عليها» كمتحدّث ضيف في برنامج «محاضرات إرسيكا في التراث» عبر الإنترنت في 15 أيّار/مايو 2025. وبدأ الخبير بوصف الوضع الحالي للأضرار التي لحقت بالتراث التاريخي في غزّة في هذا الوقت الذي يستمرّ فيه العدوان على غزّة. ولدى عرضه خرائطَ وصورًا فوتوغرافية لأبنيةٍ من حقبٍ مختلفة، قال أنّ غزّة كانت تاريخيّا قطاعًا مهمّا يربط فلسطين ومصر وسوريا؛ وكانت ذات أهمية مركزية خاصّة خلال العصر المملوكي ثمّ في العهد العثماني، وأنّ فيها مواقع تعود إلى جميع الحقب منذ عصور ما قبل التاريخ. وبعد القصف البريطاني عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، وضع الانتداب البريطاني من عام 1917 إلى عام 1948 برنامجًا للتنقيب عن الآثار والمباني والمواقع والحفاظ عليها وتسجيلها. كما عرض المحاضر صورًا عن مبان من القرن العشرين وقدّم أمثلة على التراث الشعبي العام. وأشار إلى قوائم بالمواقع والخرائط المتبقية من تلك الحقبة، وأكّد صراحةً على ندرة التوثيق عن مواقع غزّة وآثارها. وقد تسبّب الغزو الإسرائيلي في أضرار جسيمة؛ ونظرًا لاستمرار العدوان، فمن الصعب تقدير مدى الضرر والدمار بالنِّسب المئوية. غير أنّه، وللسّبب نفسه، فإنّ جمع المعلومات المتاحة أمرٌ مهمّ لإعادة البناء في المستقبل، من أجل الحفاظ على ذاكرة التراث، أو حتّى على البنية المادية. وأضاف البروفيسور بِيتَرْسُونْ أنه من المهمّ الاستعداد من خلال التخطيط مقدَّمًا لأعمال إعادة الإعمار حتى يتسنّى البدءُ فورًا في إعادة تجميع الحقائق وإعادة البناء وإنقاذ ما تبقّى. وأكد البروفيسور بِيتَرْسُونْ في هذا الصدد على الخطوات الحاسمة التي يجب اتّخاذها بالإضافة إلى التوثيق، وهي تحديد الآثار والمباني والمواقع، وإزالة الأنقاض، وتقييم الوضع، والأعمال اللازمة لإعادة الإعمار. ويجب أن تكون هذه الإجراءات مدعومة بالبحث التاريخي، لتحديد المكوّنات التاريخية للمباني والحفاظ عليها، وخاصّةً الجوامع التي بُنيت على أنقاض الكنائس وغيرها من المباني التي تمثّل طُرُوسًا. وركّزت الأسئلة والأجوبة التي تلت ذلك، على تاريخ مباني غزّة وهويتها وطبقاتها المتعدّدة، وعلى الآثار العثمانية، وأهمية التراث المعماري كذاكرة.

شكر رئيس قسم العمارة في إرسيكا، الدكتور علي دوست أرطغرل، البروفيسور بِيتَرْسُونْ على محاضرته القيّمة والغنية بالمعلومات، وأعرب عن تقديره، على وجه الخصوص، لتركيز المحاضرة على مسألة التوثيق، وخصائص مباني غزّة كطُرُوس، وخارطة الطريق لإعادة إعمار هذا التراث.

مقالات أخرى

جميع الحقوق محفوظة IRCICA ©2025. تصميم وتطوير قسم تكنولوجيا المعلومات في إرسيكا