مؤتمر أوقاف جنوب إفريقيا وإرسيكا وجامعة ويسترن كيب: “الحضارة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية”

by OIC IRCICA

انعقد المؤتمر الدولي الثالث حول “الحضارة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية: تاريخها ووضعها الحالي وآفاقها المستقبلية”، المخصّص لتراث الزعيمين المسلمين – الشيخ أبي بكر أفندي والإمام عبد الله هارون في كيب تاون، بجنوب إفريقيا، من 16 إلى 18 سبتمبر 2022. ونَظَّمَ المؤتمرَ مؤسسةُ الأوقاف الوطنية بجنوب أفريقيا وإرسيكا وجامعةُ ويسترن كيب، وعُقدت جلساتُهُ في الكلية الإسلامية بكيب تاون. وشهد المؤتمرُ مشاركةَ ممثِّلينَ سامين عن الحكومة والسلك الدبلوماسي وهيئة التدريس. وقدّم متخصِّصون، حضروا من الدول الإفريقية ومن الخارج، أوراقًا بحثية خلال جلسات النقاش الممتدة على مدى ثلاثة أيام.

تميّز المؤتمرُ بأن خُصِّص لشخصياتٍ بارزة كان لها دور هام في تاريخ المجتمع المسلم في إفريقيا الجنوبية. وعُقدت حلقاتُ نقاشٍ تذكارية وجلساتٌ لإطلاق كتاب تكريماً لعالِمَيْنِ مُسْلِمَيْنِ، وهما أبو بكر أفندي (ت 1880)، الذي عينته الدولة العثمانية في جنوب إفريقيا عام 1863 والإمام عبد الله هارون، الذي ناضل من أجل قضية المسلمين وتُوُفي في عام 1969 في ظلّ نظام الفصل العنصري.

وقد نظّمت مؤسسةُ الأوقاف الوطنية بجنوب إفريقيا وإرسيكا المؤتمرَ الأول حول “الحضارة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية”، بالتعاون مع جامعة جوهانسبرج، في جوهانسبرج، من 1 إلى 3 سبتمبر 2006، ونُشرت أعماله في عام 2009. أما المؤتمر الثاني، فنظّمته أوقافُ جنوب إفريقيا وإرسيكا، بالاشتراك مع جامعة كوازولو ناتال وكلية السلام الدولية بجنوب إفريقيا، في ديربان، من 4 إلى 6 مارس 2016، ونُشرت أوراقه في عام 2019. كما نظّمت أوقافُ جنوب إفريقيا وإرسيكا مؤتمراً دولياً عبر الإنترنت، حول نفس الموضوع، في 17 أكتوبر 2020، تمهيداً للمؤتمر الثالث.

افتتح مؤتمر كيب تاون بجلسة علمية عُقدت صباحَ يوم 16 سبتمبر 2022، برئاسة الأستاذ الدكتور أبي بكر سنغور، نائب المدير العام لإرسيكا، والسيد زين العابدين كاجي، المدير العام لمؤسسة الأوقاف الوطنية بجنوب إفريقيا. وبعد كلمة الترحيب التي ألقاها السيد نظير عثمان، رئيس الكلية الإسلامية، استمعت الجلسة لكلمات رئيس بلدية كيب تاون، جوردين جوين هيل لويس؛ والسيد لحسين رضوي، مدير الشؤون الثقافية في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، نيابةً عن معالي الأمين العام للمنظَّمة السيد حسين إبراهيم طه؛ والقاضي حافظ أبو بكر محمد، قاضٍ سابق بالمحكمة العليا؛ والسفير إبراهيم رسول، رئيس الوزراء السابق لكيب الغربية والسفير السابق لجنوب إفريقيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد الافتتاح الأكاديمي، عُقدت حلقة النقاش الأولى حول موضوع “المجتمعات المسلمة: مسألة الهوية”، بحضور أربعة محاضرين. وبعد ذلك عُقد اجتماع، أو مائدة مستديرة، حول “تعليم اللغة العربية في إفريقيا الجنوبية وممارستها”، وناقش الموضوعَ متخصِّصون من خمس مؤسسات تعليمية. وناقش في الحلقة التالية، متحدِّثون من جامعات في بوتسوانا والكونغو وملاوي وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، موضوعاً بعنوان “المجتمعات المسلمة في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية”. وتناولت حلقةُ النقاش الثالثة موضوعاً بعنوان “العجمي والمصاحف واللغة”، كما ناقشت الحلقة الرابعة، التي كان موضوعها “النساء والأطفال والشباب”، قضايا تتعلق بالمجموعات السكانية المعوِزة.

أُقيم حفل الافتتاح الكبير مساء يوم 16 سبتمبر 2022 واستُهل بكلمة معالي السيد إبراهيم باتيل، وزير التجارة والصناعة والمنافسة بجنوب إفريقيا وكلمة المدير العام لإرسيكا، السفير الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج، بحضور الأستاذ الدكتور أنيش سينغ، رئيس جامعة ويسترن كيب؛ والسفيرة عائشة گول قانداش، سفيرة الجمهورية التركية في جنوب إفريقيا؛ والسيد سنان يشيلداغ، القنصل العام للجمهورية التركية في كيب تاون؛ والسيد ميكائيل كوليير، نائب المدير العام لأوقاف جنوب أفريقيا؛ والدكتور محمد هارون، المنسِّق الأكاديمي للمؤتمر، وجمع غفير من الضيوف والمشاركين من الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية. وتضمن الحفل في جزئه الثاني إطلاق كتاب بعنوان The Crescent at the Cape. The real story of Shaykh Abu-Bakr Effendi 1814-1880 كتبه الدكتور شفيق مورتون (المؤرخ والكاتب والمبرمِج الإعلامي في صوت ويسترن كيب) ونشرته أوقاف جنوب إفريقيا في عام 2022.

تضمن اليوم الثاني من المؤتمر، 17 سبتمبر، الجلسات الخاصة المخصصة للزعماء المسلمين. وأدار الجلسة التي حملت عنوان “الشيخ أبو بكر أفندي – الرجل في مهمة” السفير الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج، المدير العام لإرسيكا، والسفيرة عائشة گول قانداش، سفيرة الجمهورية التركية في جنوب إفريقيا. وألقيت محاضرات عن أبي بكر أفندي وشخصيات أخرى بارزة في الثقافة الإسلامية بجنوب إفريقيا. وقاسم السيد هشام أفندي، سليل أبي بكر أفندي، المشاركين علمه ومعرفته بتجارب أبي بكر أفندي وخدماته الدينية والتعليمية.

ونظّمت في نفس اليوم مؤسسةُ الإمام هارون، الكائنة بكيب تاون، جلسة تذكارية حول موضوع “حديث حول تراث الإمام هارون: التفكير في الماضي والتطلع إلى المستقبل”. وتحدث خمسة محاضرين من المؤسسة وجامعات ومؤسسات دينية عن جوانب مختلفة من تفاني الإمام عبد الله هارون في عمله الديني والتعليمي وعن تراثه الثقافي. وحضر الجلساتِ الأستاذُ الدكتور محمد هارون الباحثُ في الدراسات الدينية والتاريخ والعلاقات الدولية والمنسِّقُ الأكاديمي للمؤتمر، وهو نجل الإمام هارون.

وتناولت حلقاتُ النقاش في يوم 17 سبتمبر الموضوعات التالية: الحلقة الخامسة: “الإعلام الإسلامي”، والحلقة السادسة: “الزعامة الإسلامية”، والحلقة السابعة: “مؤسسات التعليم العالي الإسلامية والبحث العلمي”، والحلقة الثامنة: “الاقتصاد والتنمية”.

وفي اليوم الثالث، في 18 سبتمبر، أبرزت حلقة النقاش التاسعة حول “الغلو والترهيب من الإسلام وقانون الأحوال الشخصية للمسلمين”، والحلقة العاشرة حول “المنظمات غير الحكومية والشؤون البيئية”، أبرزتا حقائق المنطقة وخبرتها في كل موضوع.

قيّمت الجلسة الختامية أعمال المؤتمر بملاحظات ختامية أدلى بها المدير العام لإرسيكا، الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج، والسيد زين العابدين كاجي، المدير العام لمؤسسة الأوقاف الوطنية بجنوب إفريقيا، والأستاذ الدكتور محمد هارون. وأُبرزت أهمية المؤتمر الذي تم نظمته أوقاف جنوب إفريقيا وإرسيكا وجامعة ويسترن كيب من أوجه مختلفة، من حيث مساهمته في البحث والتعليم ومن جهة كونه جسرا فكريا وثقافيا بين المجتمع المسلم في جنوب إفريقيا وبين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وفي إرسيكا.

افتتح معرض بعنوان “الخط والفن الإسلامي والثقافة” في 17 سبتمبر في القاعة الإسلامية في كيب تاون. واشتمل الحدث على عرض عملي في الخط والرسم، وعروض موسيقية على نغمات العود، ومعرض وثائقي يتضمن صورا فوتوغرافية عن الإمام عبد الله هارون.

مقالات أخرى

جميع الحقوق محفوظة IRCICA ©2022. تصميم وتطوير قسم تكنولوجيا المعلومات في إرسيكا